في ألمانيا، تتصدر برلين قائمة المدن المنظمة للمؤتمرات. وعالميا، تعد برلين من بين أهم خمس مدن في مجال تنظيم المؤتمرات والمنتديات. ويتمثل الشق الأكبر من المؤتمرات التي تشهدها برلين في المؤتمرات الطبية والمنتديات المتعلقة بالصناعات الدوائية. وينشر "مركز المؤتمرات ببرلين" جدول المؤتمرات (في اللغة الإنجليزية).
وفي شهر تشرين الأول / أكتوبر من كل عام، تنظم برلين " قمة الصحة العالمية " والتي عادة ما تشهد مشاركة أكثر من ٨٠ دولة بأكثر من أربعة آلاف من المسؤولين والمتخصصين في مجالات العلم والسياسة والاقتصاد فضلا عن ممثلي المجتمع المدني. وعلى مدار أيام "قمة الصحة العالمية"، يناقش المشاركون القضايا الطبية المعاصرة والتحديات المستقبلية التي تواجه توفير الرعاية الصحية لمواطني الدول المختلفة.
تعتبر شاريتيه برلين هي أعرق وأكبر مستشفى جامعي في كل أوروبا. وقد تأسست في عام 1710 كمركز للطاعون خارج برلين. وبعد مرور قرن من الزمان، تم استكمال المستشفى لتصبح أول كلية طب لجامعة هومبولد التي تأسست حديثا حينذاك في برلين. كان يوجد في أوائل القرن التاسع عشر مستشفى فيرشو رودولف، وفي أواخر القرن العشرين، اندمجت كلية الطب في جامعة هومبولد مع مستشفى فيرشو ليصبحا معا مستشفى شاريتيه الجامعي. وبعد الاندماج مع مستشفى بنيامين فرانكلين الجامعي التابع لجامعة برلين الحرة، في عام 2003 أصبحت شاريته أكبر المستشفيات الجامعية في كل أوروبا. لدى مجموعة شاريتيه – للطب الجامعي أربعة فروع كبرى، يتم فيها التدريس الأكاديمي والبحث العلمي ورعاية المرضى جنبا إلى جنب تحت شعار "الأبحاث والتدريس، والعلاج والمساعدة" من أجل هدف متكامل ومشترك.
في زمن العولمة وتقدم المجتمعات حول العالم في العمر أصبحت تطبيقات ما يسمى ب "الصحة الإلكترونية" محل التركيز بشكل متزايد حيث يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة في برامج الوقاية والفحص والتشخيص والعلاج والمتابعة للمرضى. إنها تسمح بتبادل أسرع وآمن للمعلومات وغالبا عابر للحدود الدولية.
لدى برلين قطاع قوي في مجال تكنولوجيا المعلومات، فالمدينة نشطة منذ فترة طويلة في تطوير تطبيقات التطبيب عن بعد. تقدم مستشفيات ومعاهد البحوث ومراكز التطبيب عن بعد بالتعاون مع مقدمي خدمات تكنولوجيا الاتصال خدمات التطبيب عن بعد وتطبقها في روتين عملها اليومي.
يعمل في ألمانيا حوالي 1.2 مليون شخص في مهنة التمريض، ويعمل في برلين وحدها حوالي 42 ألف في مجال الرعاية الصحية والتمريض بالمستشفيات في علاج ورعاية المرضى وكبار السن بالإضافة لدور الرعاية الخارجية. ينظم القانون التعليم والتدريب في مجال الصحة والتمريض وتستغرق فترة التعليم والتدريب حوالي ثلاث سنوات، تنتهي باجتياز الاختبار النهائي. بعد ذلك يمكن الحصول على مزيد من التأهيل والتخصص في مجال تمريض الجراحة والعناية المركزة. من يعمل في مجال التمريض لابد أن يتمتع بالمعرفة الطبية الجيدة والخبرة المهنية في التعامل مع المريض. تضع المستشفيات التي تهتم بالجودة تأهيل كوادر التمريض بها من أولوياتها فتوفر لهم التدريب الدائم واعتماد ما يحققوه بالفعل من مهارات، على سبيل المثال في مجال العناية بالجروح أو النظافة.
يمكن للمرضى بالمستشفيات التوجه بطلباتهم سواء الطبية، أو الإنسانية، أو الاجتماعية، إلى المشرفات أو المشرفين بقسم التمريض. تقدم العديد من مستشفيات برلين رعاية متعددة اللغات عن طريق العمالة الدولية بقسم التمريض التي تستطيع تقديم الرعاية والتواصل مع المريض بلغته الأم، وإن لم يتوفر ذلك، فيمكن في كثير من الأحيان توفير مترجم فوري.
من أجل الشفاء التام بعد فترة الإقامة بالمستشفى، غالبا ما يحتاج المريض إلى متابعة طبية لاحقة. بعد إجراء جراحة في العظام على سبيل المثال، لربما يكون المريض بالفعل قادر على ممارسة حياته الطبيعية بشكل ما، لكنه لا يزال في حاجة إلى تمارين ومتابعة من أجل إتمام مرحلة النقاهة والشفاء التام. في مثل هذه الحالات، يمكن للمرضى الحصول على جلسات العلاج الطبيعي بزيارة العيادات الخارجية لاستكمال العلاج. يستطيع المريض طلب تحويل طبي من الطبيب المعالج حتى يستطيع تلقي جلسات العلاج الطبيعي في أحد المراكز القريبة من سكنه دون عناء الذهاب الى المستشفى. يحدد المعالج الطبيعي جدول جلسات العلاج جنبا إلى جنب مع المريض طبقا لظروفه وحالته والفترة المطلوبة لتنفيذ برنامج العلاج اللازم.
توجد في ألمانيا شبكة واسعة من مراكز بيع المنتجات والأجهزة الصحية والطبية والأدوية وكذلك الأمر في العاصمة برلين. يوجد أكثر من 900 صيدلية بالمدينة يتوفر لها بشكل ينظمه القانون ضمانات حصولها على الأدوية اللازمة. وبالإضافة إلى ذلك، فهناك صيدليات الخدمة الليلية والطوارئ وتقديم خدمة تركيب الوصفات الطبية الحصرية. يتوفر في الصيدليات مجموعة كاملة من المستحضرات الطبية الحرة بالإضافة للأدوية التي تتطلب وصفة طبيب للسماح ببيعها وأيضا تقدم الصيدليات المشورة اللازمة لشرح تعليمات تناول الأدوية. ينظم القانون في ألمانيا أدوية الوصفات الطبية بشكل أوسع مما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم الأخرى. لذلك فمن المحتمل أن تكون هناك أدوية من المعتاد شرائها دون الحاجة إلى وصفة طبية (أدوية حرة) في بلاد عديدة لكن في ألمانيا لا يمكن صرفها بدون وصفة طبية (روشتة). من الخدمات التي لا تقل أهمية هي توفر أكثر من 250 مركز طبي في المدينة (Sanitätshaus) يمكن للمريض فيها شراء الأجهزة الطبية المساعدة بناء على وصفة طبية، مثل الأجهزة التعويضية، والأحذية الطبية المخصصة، أو وسائل المساعدة على المشي. يقدم أيضا المهنيين المحترفين المشورة في مجال مرض السكري أو الرياضة أو لمن في حاجة إلى كرسي متحرك.